بنحبك يا مصر

بنحبك يا مصر
دم شهدائنا لن تسكت عليه ارض مصر وابنائها

السبت، 23 يناير 2010

العار والجدار




فى الوقت الذى لدينا فيه متحدث رسمى باسم الرئاسة، ومتحدث رسمى باسم مجلس الوزراء، ومتحدث رسمى باسم الخارجية، فإننا لم نسمع خبر إقامة الجدار العازل من أحد من هؤلاء، ولا من أى من عشرات القنوات الإذاعية والتليفزيونية الرسمية أو من الصحف الحكومية.. جاءنا الخبر أول ما جاء من صحيفة إسرائيلية هى «هاآرتس» منذ أسبوع، ثم تتابع من وكالات الأنباء الدولية، حتى أكده فى النهاية نائب وزيرة الخارجية الأمريكية وهو يتنصل من مسؤولية أمريكا عن الجدار، ملقياً تبعة اتخاذ القرار فى شأنه على مصر وحدها..




أما مصر الرسمية صاحبة الشأن أولاً وأخيراً فقد ظلت بكماء خرساء.لا تفسير لذلك إلا واحد من اثنين، إما أن الحكومة تعلم جيداً أن قرار إقامة الجدار العازل مع غزة لن يلقى قبولاً شعبياً عريضاً أو أنه سيثير سخطاً عربياً عارماً، ولذلك فهى لا تريد أن تنشره على الناس إن لم تكن تود أن تتبرأ منه، وبهذا فهى حكومة جبانة، أو أنها لا تأبه بمشاعر شعبها ولا يهمها مَنْ عارض ومَنْ أيد، مصريين كانوا أم فلسطينيين أم عرباً، وبذلك فهى حكومة متغطرسة.. ربما يكون هناك تفسير ثالث أيضاً، هو أن الحكومة.. مثلها مثل حكومات الدول المتخلفة المنغلقة.. تعتقد أن عدم نشرها للخبر يعنى أنه لن ينتشر، وأن أفضل وسيلة لوأده فى مهده هى تجاهله، وعندئذ فهى حكومة غبية.. المؤكد فى كل حال، وإن كنا عرفنا ذلك ألف مرة من قبل، أن إعلام الحكومة الرسمى لم يعد يغطى الأخبار، وإنما يغطى عليها.. جريدة حكومية واحدة مهدودة الانتشار هى التى نشرت الخبر موجزاً بعد أن لوت عُنقه.مع ذلك فإن مواصفات الجدار المصرى العازل، طوله وعرضه وعمقه والمواد التى يُبنى بها، أصبحت من كثرة ترديدها فى إذاعات العالم وصحفه نبأ مشاعاً، لكن الأخطر من هذا كله أنه يقام بخبرات أمريكية، وتحت إشراف سلاح المهندسين بالجيش الأمريكى، وأنه يزود بمعدات أمريكية، وأنه يتكلف مئات الملايين من الدولارات من ميزانية الولايات المتحدة الأمريكية..


فإذا بمصر تتورط فى جريمة ضد الإنسانية وضد الدين وضد القيم الأخلاقية وهى تمنع- على حد قول صحيفة الإندبندنت البريطانية- وصول الغذاء وضرورات الحياة اليومية للفلسطينيين.. أن الجدار يهدف إلى منع المتسللين الأفارقة إلى إسرائيل، فى حين أن هذه مسؤولية إسرائيلية بداية، وأنه إذا كانت مصر تريد التطوع بمنعهم لكان عليها أن تبنى أيضاً جداراً فولاذياً مع إسرائيل..




لكن مصر لا تريد عكننة إسرائيل، بل إنها فى إطار مخطط واسع يشمل دول الاعتدال العربية مع أمريكا دخلت فى صفقات مشينة مع الإسرائيليين، واتفاقات بعضها معلن وبعضها مبطن، آخرها الاتفاق على الجدار العازل مع غزة الذى يحاولون تسويقه الآن بحجة فضفاضة مراوغة وهى الحفاظ على أمن مصر القومى، دون أن يسألوا أنفسهم


أولاً :أى أمن لمصر بالاستناد إلى الإسرائيليين؟ أى أمن لمصر عندما تسحب مصر نفسها- كما تقول وكالة أسوشيتدبرس- من أى دور قيادى لها فى مشكلات فلسطين؟ وتفقد وزنها كوسيط فى المصالحة الفلسطينية بمعاداتها فريقاً وانحيازها للآخر؟أى أمن لمصر ونحن نسلم حدودنا للأمريكيين؟أى أمن لمصر بالانسلاخ عن العرب الذين ندّعى دوماً زعامتهم،


وهل يمكن فعلاً أن ننزع جلدنا ونستقيل من تاريخنا وننسف ثقافتنا وهويتنا ونغير ديننا ونبدل موقعنا على الخريطة؟


هل أمن مصر فى حصار غزة أم أن أمنها فى فك هذا الحصار؟..


وهل تدرك مصر حقيقة تبعات هذا الجدار؟..


هل تذكر كم شوَّه موقفها أثناء عدوان غزة سمعتها وكم نال من الريادة التى تزعمها لأمتها، هل تذكر المظاهرات التى خرجت محتجة على أبواب سفاراتها فى العالم كله وفى عواصم عربية عدة منها بيروت التى حوصرت فيها سفارتنا أياماً ورجمت بالحجارة؟




..واليوم، وهذه الطاحونة توشك أن تهدر مرة أخرى، يجب على العقلاء فينا أن يحذروا من أن نفكر بأقدامنا كما فعلنا عندما خطفت عقولنا مباريات الجزائر، التى يبدو أنها انتهت بسخرية الفيفا المرّة من الملف الذى قدمناه له، والأهم أنها انتهت بأزمة كان من الممكن تلافيها ليس مع الجزائر وحدها وإنما مع السودان أيضاً.أكاد اليوم أرى أزمة تطل، سوف تكون مع الشعوب العربية جميعاً، لابد لتفاديها من صدور أمر عال بإيقاف طاحونة الإعلام قبل أن تبدأ فى الطنين، وقبل ذلك وبعده استئصال الورم الخبيث من أساسه.. إيقاف بناء جدار العار!
اجزاء من مقال حمدى قنديل

هناك 20 تعليقًا:

عمرو جويلى يقول...

السلام عليكم
مصر تحافظ على أمن إسرائيل
بهذا الجدار وأن هذا الجدار لا
يمت لأمن مصر بصلة ولكن من يقرأ
ومن يسمع ونسأل لماذا يكرههنا العرب ؟
لقد فقدنا دورنا الريادى مع العرب
ومع إفريقيا ومع العالم كله من أجل
عيون إسرائيل ولا أعرف لماذا !!!!!
وجزاك الله خيراً
خالص تقديرى

كريم مصطفي سيد يقول...

السلام عليكم
شكرا علي نقلك لهذه المقاله وهذه هيا حكومتنا للاسف

بحر الإبداع يقول...

السلام عليكم

أختي الكريم

هذا ما كان يتردد على لساني دوماً..
وكأني أنظر للحكومة المصرية تهدف لزعزعة حب مصر في قلوب العرب والمسلمين بعد أن كانت أم الدنيا بحق.!
مرت مصر خلال العام الماضي بعدة عقبات عبر فيها الشارع العربي عن سخطه وغضبه لأفعال الحكومة المصرية انعكست على الشعب المصري.
فمن الواجب على "عقلاء"مصر أن يستيقظوا وينتبهوا لهذه المؤامرة التي تحاك ضدهم ، فالغرب يبحث عن نزع مصر من مكانها الريادي في الأمة..

أصلح الله حالنا

دمت بخير

"قلـــ بـــــلال ـــــب فارس" يقول...

نعم المتحدثون على قفا مين يشيل والقنوات الاعلامية ايضا على قفا من يشيل
-----
ولكن الاعلام كله عميل
وانا من وجهة نظرى السياسة لو الحكومة المصريه سترجع بفائده من هذا الجدار كان زمانها جابته على القناه الاولى اول حاجة قبل دريم والمحور وهذا القبيل الاعلام الذى غششنا فيه فاانا اقول لا يوجد قناه اعلامية مثل قناه الحوار والمستقله والجزيرة

saheda.com يقول...

السلام عليكم
جزاكم الله
اختى فى الله
جعله الله فى ميزان حسناتك

المجاهد الصغير يقول...

اللؤلؤه
عمرو جويلى
وعليكم السلام ورمه الله وبركاته
جزاكم الله خيرا على الاضافه الطيبه
معك حق فى كل كلمه
شاركنا حمله مليون توقيع

المجاهد الصغير يقول...

كريم مصطفى
وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته
الشكر الله
ربنا يكرمك
حكومتنا ولكن لابد نتغير
شاركنا حمله مليون توقيع

المجاهد الصغير يقول...

بحر الابداع
وعليكم السلام ورمه الله وبركاته
فعلا
من الواجب على "عقلاء"مصر أن يستيقظوا وينتبهوا لهذه المؤامرة التي تحاك ضدهم ، فالغرب يبحث عن نزع مصر من مكانها الريادي في الأمة..
جزاكم الله خير
وفقكم الله
نحن قادمون

المجاهد الصغير يقول...

قلب فارس
اضافه طيبه
جزاكم الله خيرا

وفقكم الله

المجاهد الصغير يقول...

قلب فارس
لا اتابع جيدا برامج التليفزيون ولكن المهم لا استقبل المعلومات المؤكده التى اتأكد انها حقيقيه لا من اهل الثقه مثل موقع امل الامه او اخوان اون لاين.......
جزاكم الله خيرا

المجاهد الصغير يقول...

شهيده
وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته
جزانا واياكم
ياريت كل المدونين فى حماستك واستمرارك على الطريق

saheda.com يقول...

شاركوا معنا



فكرة اون لاين

م/ الحسيني لزومي يقول...

عندما تأتي الي سدة الحكم علي ظهر دبابه حيمنا لا يكون للشعب راي فيمن يحكمه فسوف يكون ولاءه لمن يسانده من الخارج وهولاء هم من يسانوا هذا النظام

قويدر أوهيب يقول...

السلام عليكم.
دعوة للمشاركة في الحوار الذي نجريه مع الأخت sonnet صاحبة مدونة شيئ بقلبي.
مع كامل الإحترامك.

المجاهد الصغير يقول...

شهيده
ان شاء الله حبيبتى

المجاهد الصغير يقول...

م\ الحسينى
اضافه طيبه
وفقكم الله
وحسب الله ونعم الوكيل على كل ظالم

المجاهد الصغير يقول...

أ\توفيق
وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته
ان شاء الله
شرفت المدونه
وفقكم الله

زهرة(جنى)الاسلام يقول...

السلام عليكم
اختى مصر تخاف بان تقول عن هذا الجدار حتى لا يعترض الشعب المصرى
وثانيا اخفت الموضوع لحد لما يتبنى الجدار حتى يكون امر واقع
جزاك الله خيرا على هذا الموضوع الرائع

حياتى نغم يقول...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزاكِ الله خيراً على النقل الطيب جعله الله فى ميزان الحسنات .

صدق صاحب المقال وأبلغ بورك فيه وفيكم .

وحسبنا الله ونعم الوكيل .

هكذا علمنى سيدنا محمد( صلى الله عليه وسلم) يقول...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حياكى الله أختى الكريمة
أدعوا الله أن تكونوا جميعا فى خير حال
وفقكى الله لما يحب ويرضى ويسر لكى أمرك